اليوم الوطني السعودي ٩٥: من التوحيد إلى دولة حديثة تصنع مستقبلها
في ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢ صدر الأمر الملكي بتوحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية. لم يكن ذلك تغييرًا في الاسم فحسب، بل بداية دولة مركزية جمعت مناطق متباعدة التاريخ والطرق—نجد والحجاز والأحساء وعسير—ضمن كيان واحد يقوم على الأمن والعدل وإدارة حديثة.
النشأة والتوحيد
-
بدأ المسار عمليًا عام ١٩٠٢ باستعادة الرياض، ثم تتابعت مراحل ضم المناطق حتى إعلان التوحيد.
-
ركّز الملك عبدالعزيز على بسط الأمن وربط الحواضر والبوادي، وتأسيس قضاء شرعي وإدارة مالية وجهاز عسكري منظم.
-
اعتمدت الدولة الجديدة على مبدأ وحدة الأرض والولاء للنظام مع احترام الخصوصيات الاجتماعية للمناطق.
بناء الدولة الحديثة (1932–1970s)
-
١٩٣٨: اكتشاف النفط بكميات تجارية في بئر الدمام رقم ٧؛ تحوّل اقتصادي جذري وفّـر موارد لبناء البنية التحتية.
-
إنشاء طرق وموانئ ومطارات، وتوسّع التعليم النظامي وصولًا إلى جامعات وطنية ومبتعثين للخارج.
-
حضور خارجي مبكر: عضوية في منظمات دولية، والمشاركة في تأسيس أطر للتعاون النفطي.
التصنيع والتنويع (1970s–2000s)
-
إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع وإطلاق مدينتين صناعيتين ربطتا الطاقة بالصناعة والبتروكيماويات.
-
تطوير منظومة الكهرباء والمياه والطرق السريعة وخدمات الاتصالات.
-
توسع قطاع التعليم العالي والبحث؛ تأسست مراكز ومعاهد متخصصة، ثم جامعات بحثية حديثة.
رؤية 2030 والتحول الشامل (2016–الآن)
-
رؤية 2030 قدّمت مسارًا واضحًا لتنويع الاقتصاد: خصخصة وانتقال من الاعتماد على النفط إلى قطاعات اللوجستيات والسياحة والصناعة والتقنية والثقافة.
-
إطلاق وتأهيل مشروعات كبرى (نيوم، البحر الأحمر، الدرعية، القدية) لتحويل سواحل وصحارى ومدن تاريخية إلى منصات للعيش والاستثمار والمعرفة.
-
السياحة: تأشيرات فورية وبنية تحتية للضيافة والفعاليات، ومواقع تراث عالمي مثل الدرعية والعلا وجدة التاريخية وغيرها.
-
التحول الرقمي: خدمات حكومية إلكترونية شاملة، ودفع مالي رقمي، وتوطين سلاسل التقنية والأمن السيبراني.
-
الطاقة والبيئة: التزام بنهج الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرات التشجير وكفاءة الطاقة ضمن السعودية الخضراء.
-
الإنسان أولًا: تمكين الشباب والمرأة، وتحديث سوق العمل، وبرامج نوعية للمنح والابتعاث وريادة الأعمال.
بنية تحتية وخدمات على مستوى قارة
-
شبكات طرق وموانئ ومطارات حديثة، وقطار الحرمين للنقل السريع بين مكة والمدينة.
-
توسع خدمات الصحة العامة والطب التخصصي، وإدارة أزمات فعّالة عززت جاهزية المنظومة.
-
مدن وخدمات ترفيهية وثقافية ورياضية تعيد تشكيل أنماط العيش والعمل.
دور إقليمي ودولي فاعل
-
ثقل في أسواق الطاقة وتوازنها.
-
مساهمات إنسانية وإغاثية عبر مؤسسات متخصصة.
-
استضافة قمم وفعاليات دولية عززت الحضور والمكانة، مع شراكات اقتصادية عابرة للقارات.
لماذا نحتفل باليوم الوطني اليوم؟
ليس احتفاءً بتاريخ مضى فقط، بل مراجعة لمسار واضح المعالم:
-
تأسيس دولة موحدة من بيئات متفرقة.
-
بناء مؤسسات واقتصاد وبنية تحتية تتسع للسكان والمدن والصناعة.
-
تحول مخطط نحو اقتصاد متنوع ومعرفة وتقنية وثقافة، ببرامج زمنية ومشاريع تقاس بمؤشرات لا بالشعارات.
محطات زمنية سريعة
-
١٩٠٢: استعادة الرياض.
-
١٩٣٢: إعلان المملكة العربية السعودية.
-
١٩٣٨: النفط بكميات تجارية.
-
١٩٧٥–الآن: التصنيع الثقيل والمدن الصناعية.
-
٢٠١٦: إطلاق رؤية 2030.
-
٢٠١٨–الآن: تسارع التحول الرقمي والسياحي والثقافي